طالما سمعت عبارات مثل " عش اللحظة" " استغرق في اللحظة " وعبارات مشابهة ربما لا يعلم قائلوها صعوبة ما يطلبون ! يستفزني أنها لا تأتي إلا في سياقات مبتذلة: إعلانات تجارية لجلسات يوغا أو مشروبات غازية، دعوات لخوض تجارب سياحية وما شابه . حلم كبير هو الانفصال عن كل شيء والاستغراق في أمر واحد . انفصال غريب عن الإنسان الطبيعي . الذي يحمل ذاكرة صلبة لامحدودة وعقل واعي بطريقة ما. يهرب الإنسان بكل اتجاه، يسعى بكل جهد، يجرب كل الوسائل التي تمكنه من التماهي مع لحظته. لكنه لا يفتأ يفشل ويدرك أنها ليست في المتناول . لذلك حاولت مرارا أن تكون اللحظة الراهنة هي التحدي. هي الهدف. هي الحلم ! أن تعيش اللحظة الراهنة يعني أن تكون تلك اللحظة أو التجربة هي البداية وهي النهاية، وهي المنتصف. أن تكون بدايتها بداية لكل شيء يخصها وأن تكون نهايتها نهاية ذلك التوقف والانفصال. هي أقرب إلى أن تكون تجربة سماوية. محاولاتي الجادة تفشل دائما وذلك له مبرر واضح. كيف سأفعل وأنا الذي لم ولن أكن مخلوق اللحظة الراهنة ! أنا الذي يلازمني - لا أقول يلاحقني فلا أمل في الفرار- شبح الماضي وخيال المستقبل...
مدونة شخصية،" تعبر بالضرورة عن رأي صاحبها".