التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2019

حلم اللحظة الراهنة

طالما سمعت عبارات مثل " عش اللحظة" " استغرق في اللحظة " وعبارات مشابهة ربما لا يعلم قائلوها صعوبة ما يطلبون ! يستفزني أنها لا تأتي إلا في سياقات مبتذلة: إعلانات تجارية لجلسات يوغا أو مشروبات غازية، دعوات لخوض تجارب سياحية وما شابه . حلم كبير هو الانفصال عن كل شيء والاستغراق في أمر واحد . انفصال غريب عن الإنسان الطبيعي . الذي يحمل ذاكرة صلبة لامحدودة وعقل واعي بطريقة ما.   يهرب الإنسان بكل اتجاه، يسعى بكل جهد، يجرب كل الوسائل التي تمكنه من التماهي مع لحظته. لكنه لا يفتأ يفشل ويدرك أنها ليست في المتناول . لذلك حاولت مرارا أن تكون اللحظة الراهنة هي التحدي. هي الهدف. هي الحلم ! أن تعيش اللحظة الراهنة يعني أن تكون تلك اللحظة أو التجربة هي البداية وهي النهاية، وهي المنتصف. أن تكون بدايتها بداية لكل شيء يخصها وأن تكون نهايتها نهاية ذلك التوقف والانفصال. هي أقرب إلى أن تكون تجربة سماوية. محاولاتي الجادة تفشل دائما وذلك له مبرر واضح. كيف سأفعل  وأنا الذي لم ولن أكن مخلوق اللحظة الراهنة !  أنا الذي يلازمني - لا أقول يلاحقني  فلا أمل في الفرار- شبح الماضي وخيال المستقبل...

بين " الفريك" و" أدباي" مراجعة قصيرة لرواية الشيخ ولد نوح.

"ليس لأهل أدباي إلا الوجع أو الله" أدباي رواية   للكاتب الشيخ نوح، تناولت قضية الرق والعبودية في موريتانيا. صور لنا الكاتب طبيعة الأحوال الثقافية والاجتماعية لعنصر وطبقة اجتماعية مسحوقة هناك.. الحراطين الذين كانوا تحت تحت ملكية العرب أو " البيظان" و الذين حتى عندما حررتهم الظروف مازالوا يعانون من تبعات تلك اللعنة " لعنة العبودية" ذلك أن التحرر حينما لا يأتي من تطور ما في مجتمع ، ورغبة أصلية نابعة من وعيه وقراراته فإنها تكون حرية غير متكتملة الأركان، حرية شكلية وغير قابلة للتطبيق الكامل أدباي حسب المؤلف لفظة أتت من اللغة السننوكية الأفريقية وتعني القرية أو المدينة، وهي تعبر عن تجمع سكاني من "الحراطين" [1] والحراطين هم أكثرية سوداء اللون عربية اللسان والثقافة، أدباي شكل   من أشكال القرى الصغيرة، بات يعبر عن ثيمة ثقافية واجتماعية يسبغها هذا الوصف على سكانه. لكل أدباي أسرة من أسياد ينسب إليها هناك أدباي أهل الشيخ فلان وأدباي لشيخ آخر. لم يوجد أدباي   مستقل عن عائلة أو مجموعة "بيظانية" رغم أنهم لايشتركون في مسكن واحد لكن...