التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عبد العاطفة



دائما تراه مهموم وقلق بشأنهم .. ويبحث عنهم دائما بينما يضيع نفسه ..
ويتحدث عنهم  أكثرمن مايتحدث عن نفسه ..
ويبحث عن مصالحهم دائما ..ولو تعارضت مع مصالحه ..
يتحمل مسؤولية حزنهم وتعبهم حتى !
فينصهر ويذوب دون أن يدرك أنه مسح كل آثاره و دفن وجوده  بنفسه  ..

ألا تمر عليكم هذه الأنماط ؟
ألا ترون هؤلاء الأشخاص في محيطكم !

إنهم نعمة لغيرهم ونقمة على أنفسهم ...
وشرار النفوس قد يستغلون مثل هؤلاء ..في مصالحهم ويتبرؤون منهم عندما تنتهي تلك الأهداف ..

والناس قد يجاملون هؤلاء المساكين ويعلقون ويشكرون ويشجعون.. لكنهم في دواخلهم مشغولون عنهم في تحقيق مطالبهم ومآربهم ..! 
فمن لم يقدر احتياجاته ورغباته لن يجد من يقدرها له ..

وتسعى الكثير من الهيئات العالمية لمحو آثار العبودية الحسية بينما تتجاهل هذا النوع من  العبودية العاطفية التي يمكن وصفها بالمعنوية  !
الإتصاف بإحدى تلك الصفات ليس صعبا فربما تكون أنت مستعبد عاطفيا دون أن تشعر ! 

يقول د.مارشال بي روزنبرج في كتابه التواصل غير العنيف :
((حين تكون مؤمن بأنك مسؤول عن مشاعر الآخرين ..وتعتبر أن عليك دائما أن تكافح لإسعادهم ..وإذا مابدا انهم غير سعداء تُحمّل  نفسك المسؤولية وتشعر بأنك مجبر على فعل شيء حيال هذا الأمر ..وهذا يمكن ان يقودنا ببساطة إلى رؤية أقرب الناس إلينا على انهم عبء علينا !))
أرأيتم حجم المشكلة ! وسهولة ان تكون مستعبدا عاطفيا !

وتخيل معي اضرار ذالك الشعور على حياة الشخص .. وعلى انتاجيته وعلى سعادته حتى !
علاقاته لن تستمر !
وأعجبني قول احدهم عندما صادف نوعا من هؤلاء "كيف تتحمل فقدان نفسك في علاقة !"
وانتاجيته دائما ستكون متاثرة ومنخفضة ..ولن يعطي كما يعطي الآخرون المتحررون .. 
و حتماً..
لن يكون سعيدا بشيء ! 
لأنه لايحقق شيئا لنفسه ..

ختاماً ..
المقال في واد ..والانانية في واد يا  ياأحبائي :)!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فرجينيا وولف و السيدة دالاوي - مراجعة

رغم كل التحفظ الذي ينتابني من قراءة الأدب الأجنبي ورغم كل أسئلتي الملحة : هل نفهمه ؟ هل نستوعبه ؟ وشكي في ذلك . إلا أن تجربة القراءة العميقة تجعلك على يقين من شيء واحد على الأقل : قراءة العمل الأدبي تجربة شخصية لا أكثر نتائجها شخصية ودلائلها شخصية بحتة . عند الحديث عن فرجينيا لايمكن تجاوز براعة  أسلوبها في الوصف , وفي تفرد شخصياتها , السيدة دالاوي واحد من الأدلة على ذلك . ذلك أنها تشدك , ثم تستفزك ليس فقط بواقعية الأحداث التي تبني من خلالها شخصياتها وإنما إن استطعت القول بتفاهة تلك الأحداث وهامشيتها .والإسهاب فيها , جعلها محورية ومركزية على مستويات متفاوتة.مهما وصلت الواقعية في الكتابة إلى مستوى عال من الدقة ومن التطبيق فهي لاتمثل الواقع كما تقول فرجينيا إلا من جهة واحدة , من وجهة الكاتب فقط من الجهة التي تراها عينه . السيدة دالاوي أو كلاريسيا هي محور هذه الرواية وعلاقتها ببيتر هي العقدة -على الأقل هذا مافهمته - .كل الأحداث كانت من زواية ما تعني السيدة دالاوي ,تتناول الرواية يوم واحد في حياة السيدة دالاوي والأبطال الآخرين , يوم واحد فقط امتلأ بكل هذه التفاصيل . تبدأ ...

مراجعة لكتاب (تغير العقل )

(تغير العقل:  يف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا ) كتاب نشرته المؤلفة سوازن غرينفيلد  في عام 2015 وترجمته إلى العربية سلسلة عالم المعرفة. يتمثل الهدف الرئيس من الكتاب كما تذكر غرينفيلد " في استكشاف الطرق المختلفة التي يمكن أن تؤثر بها التقنيات الرقمية ليس فقط في أنماط التفكير والمهارات المعرفية وإنما أيضا في نمط الحياة والثقافة والتطلعات الشخصية . سوازن سمت كتابها " تغير العقل " قياسا على " تغير المناخ " كما ذكرت في مقابلة مع "الغارديان " حيث تظن أن درجة الخطورة  التي تسببها التقنية على عقولنا توازي مايسببه تغير المناخ  على  الطبيعة من تبعات. جاء الكتاب في مايقارب 350 صفحة مقسمة على 20 فصلا تناول موضوعات تدور حول العقل والتكنولوجيا . ربما لتمر على القارئ العديد من المقالات التي تتناول الوجه السيء من التقنية  والآثار السلبية الاجتماعية والتواصلية لها . لكن ما لفتني في هذا الكتاب أنه يتحدث عن عقولنا قبل وبعد التقنية , مالذي تغيره التقنية في طريقة تعلمنا ؟ وفي مناهج تفكيرنا وفي آلية اتخاذ قراراتنا  ؟ أسئلة مهمة تجيب عنها غرينفلد من خ...

تقييم العمل الأدبي

كنت أتساءل  ما الذي جعل يوليسيس أو دون كيخوته أعمالا أدبية ناجحة ؟ و مالذي جعل قصائد شكسبير لا تتقادم ؟ ما الذي يجعل عملا ادبيا ما عملا جيدا أو عملا ردئيا؟. معايير معينة تخضع لها كل الأنواع منها الجدة والابتكار, الطرح الجيد, التماسك, الوحدة الشكلية, الإبداع الفني وغيرها مع أن لمختلف الثقافات معايير متباينة لتقرير ما الأدب الجيد وما الأدب الرديء إلا أننا نكتشف دائما أن الأعمال الرفيعة هي التي اتفق القراء على جودتها بغالبيتهم. ووجود ضوابط معينة  تمثل حد أدنى لاعتبار العمل الأدبي ناجح وعابر لحدود زمانه ومكانه لايعني أن كل جوانب النجاح في العمل تم ضبطها ومعرفتها لأنه في كل مرة يُقرأ فيها العمل الأدبي قد يظهر شيئا جديدا كان سبب بقاء ونجاح العمل.  لكننا قد نجد بشكل عام أن تلك الأعمال التي توصف بالأدب الرفيع أو الجيد والتي تحصل على اتفاق بجودتها  في الغالب هي ما تناولت ملامح التجربة الإنسانية  التي تتصف بالدوام والتي لا تتغير ولا تفنى , تلك الموضوعات العابرة للزمان والحدود الجغرافية, في الفرح والمعاناة والألم والموت والعاطفة, أو التي تناولت أسئلة كبرى منها ال...