لعل الأمر يُحل برسالة!
فما يكاد أن يقلب الأرض فوق رؤؤس ساكنيها اليوم أنهم لايسمعون بعضهم .
ربما كانت الرسالة الصريحة الواضحة للعالم هي الخطوة الأولى للتفاهم معه .
لكن رسالتنا إلى العالم يجب أن تدرس جيدا وينتبه لكل تفصيلة صغيرة ستكون فيها . يجب أن تكون ملائمة وجميع التعابير التي تحتويها صالحة لأن تترجم لكل لغة؛ فالعالم لايقرأ كله العربية . يجب أن تتوفر في كل كلمة ترد بها مقابل حرفي في لغات العالم . وإلا لن تصل رسالتي كما أريد . هل تسمع ؟ لايمكن أن أقبل بتحريفات المترجمين وأن تخضع رسالتي لسلطانهم أبدا فهم أوغاد كما تعلم .
لن تجدي التعابير اللينة مع هذا العالم , ستوصل هذه الرسالة كل الغضب والحنق الذي أحمله لهذا العالم , سيعرف أنني في الحقيقة لم أرض عن ظلمه يوما! وأن صمتي هو صمت البركان قبل لحظات من فيضانه .
لطالما كتمت عن العالم اعتراضاتي على خطة سيره وطريقة تفكيره . وطريقة تعامله معي . تلك الطريقة التي تقودني للجنون . لابد للعالم أن يعقل مايصنع .
نعود للتخطيط للرسالة , كل كلمة ستجد لها مقابلا في كل لغات العالم كما ذكرنا , أوه ستكون هذه ميزة عظيمة للرسالة , ربما حتى ستدخل بها موسوعة "غينيتس ". وسيكون ذلك فخرا للعرب بأن رسالتهم للعالم حطمت رقما قياسيا .
سأبحث عن أجود الورق في العالم , وسأختار منه . بعد أن نتشاور ونقترع على ذلك بالطبع فلا مكان للاستبداد هنا . آه علّمنا العالم ذلك . أعني أن نقترع ونجعل كل شيء رهن الصناديق حتى لو كان قتلنا. فذاك أجدر من أن نُقتل ونحن مكرهون .
ثم سنبحث عن أدق أنواع الحبر وأروعه وسنعمل على اختيار النوع الأجدر الذي يتناسب وهذه الرسالة التاريخية.
من سينقل الرسالة , موضوع مهم جدا أيضا , لابد أن يتم تأمين طريقها بحيث نضمن وصولها بسلامة . سنأمن من جهتنا طائرة خاصة لتوصل الرسالة لكل الجهات المحددة ولن نعتمد أبدا على وسائل الإعلام التي منعت وماتزال تمنع العالم من أن يسمع بأذنه ويحكم بنفسه .
لكنني أيها العالم ودعني أصارحك بهذا مع كل الإعتذار منك . اعتقدت في في خضم هذه التجهيزات المعقدة , أن محتوى الرسالة التي سأبعث بها إليك واضحة ومحددة ومطالبي ومشاكلي معك واضحة وصريحة . فأنا الذي ينادي كل يوم : من يوصل رسالتي إلى العالم !
لكنني ماإن شرعت في التخطيط لها حتى علمت أنه لاشيء واضح !
ولا مطالب صريحة تطلب منك !
تخيل معي أن كل المطالب والمشاكل التي كنت أتوق لتضمينها في الرسالة ليست إلا مشاكلنا التي غفلناا عنها ومطالبنا التي تكاسلنا عنها .ووجدت أن كل اعتراضاتنا عليك كانت في الحقيقة اعتراضات على أنفسنا !
أنا أعتذر لكم كثيرا , فلتظل أيها العالم مشغول عنا كما كنت , ونعدكم أن لانزعجكم مرة أخرى .
أنا أعتذر لكم كثيرا , فلتظل أيها العالم مشغول عنا كما كنت , ونعدكم أن لانزعجكم مرة أخرى .
تعليقات
إرسال تعليق