ستعرف
قدر هشاشة هذا العالم عندما تكون كلمة ساخرة مقصودة أو غير مقصودة
قادرة على قتل آمال كاملة أو حتى تحطيم حياة . تعرف هشاشته عندما ترى من هم
حولك، لايحتملون، ولايتقبلون أصغر انتقاد عنهم . عالم غير قابل لإبداء الآراء ،
لأنه برأي واحد وكلمة واحدة قد تحطم كل شيء . عالم تنتشر فيه قصص تأثير الكلمة
والكلمتين. لاتستغرب حينما يكتب أحدهم قصة نجاحه التي استغرقت سنوات حياته
كلها وينسبها ، ينسب هذا الرحلة الطويلة لكلمة قالها أستاذه في الابتدائية، أو
أخرى رمى بها صديق أو قريب أكيد أنه لم يكن واعيا بها .
مقابل
ذلك هناك آخرون صامتون ، على ماهم صامتون عليه .. لايترددون في نسب أي فشل أو
خسارة في حياتهم لأمور عابرة جدا مثل هذه .. ولايستنكر عليهم مثل هذا ، كلمة قادرة
على تحطيمهم وكلمة أيضا قادرة على إخراج أفضل مالديهم .
موجات
الاهتمام بالتنمية البشرية التي احتاجها الإنسان المعاصر، كانت سببا، إنه قد
يموت لو لم يتلق جرعات منها من فترة لأخرى وقد جعلته إنسانا فائق الحساسية تجاه
النقد، لايعيش سوى هموم آنية بتحقيق ذاته يتم تجريم من يحطمها ولو بكلمة أو أمر
غير مقصود!
لا
أحد يستطيع اليوم التحدث بتلقائية أو إطلاق آراءاه حول الأشياء والأشخاص بعفوية.
عالم من المجاملات ، والحديث الإيجابي عن كل شيء ، عالم بدون أي سخرية أو تهكم ،
عالم من الكائنات الزجاجية.
هذه
الهشاشة برأيي تعبر عن ثيمة معاصرة، تقترن بالرفاهية والاهتمام المتزايد بالأمراض
النفسية لدرجة خلقها والتعايش معها. وتبرير للسلبية من خلالها. أي إنسان سيظهر لنا
عندما تستمر و تتطور هذه الحالة ؟ أي مقاومين، أي مكافحين، وأي أبطال سيظهرون ؟ يقابل
التأثر الايجابي السريع ،تأثرأسرع بكل السلبيات واستسلاما سهلا لكل المحبطات. لا
طفل يستحق أن يربى على مثل هذا الأسلوب، ولا إنسان عاقل يستحق أن يظل هكذا.
تعليقات
إرسال تعليق