التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قاموس للنقائص



لا ينعقد لسان المرء عند اللحظات السعيدة، والدهشات ، والمشاعر المرهفة فقط . إنما يحتاج المرء أحيانا أن يطلق الشتائم المناسبة، أو يستنقص من أمر بشكل دقيق، فيجد لسانه منعقدا، ويجد أن الكلمات تخذله والتعبير ينكره. لذلك فكرت في أن حصر مجموعة معتبرة من هذه الصفات ربما ستكون عملا مفيدا، وباغتني أمل أن يكون هناك توسع لهذه المجموعة، و أن تتحول يوما إلى قاموس. "قاموس للنقائص". مفهرس، ومصنف، ومشروحٌ بدقة. سيساعد هذا القاموس، الناس، على معرفة حقيقتهم، على اكتشاف عيوبهم، هذاأولا. بعد ذلك سيجعلهم قادرين على معرفة، فهم، وتحليل كل نقيصة لدى الآخر، مما سيمكنهم من التشخيص الدقيق ومن ثم التعامل الصحيح مع كل نقيصة.                                                                                                                                                                                                                                          
ستأتي النقائص هنا بصيغ متعددة: مرة كفعل، مرةً مصدر، مرةً جملةً اسمية، وفعلية. لا بأس هذا مجهود أولي فقط.        

                                                                 
الكذب، المراءاة، الكِبر، الجهل، اللؤم، الغباء، التحجر، التعصب للرأي، الانغلاق،السفالة، قلة التعاطف، البذاءة، الهذر، ضعف القدرة على التفكير بعمق، الاهتمام بسفاسف الأمور، قلة احترام الذات، التحيز، التصنع، التقليد، الرغبة في إخفاء الإعجاب بالآخرين، التظاهر، الغيرة، قلة الإيمان بالعمل، الكره، العنصرية، العصبية، مهارات الحوار المعدومة، الانطواء، ضعف اللغة، عدم القدرة على كسب الإعجاب، التفاهة، الفشل المستمر، الفشل في بناء علاقات، الفشل في المحافظة على علاقة طيبة، الاستسلام المبكر، العجز عن الخروج بفكرة، تجاهل الحقائق، السطحية، الكسل، الخمول ،إدمان العادات السيئة، ضعف السيطرة على الذات، قلة الالتزام، المكابرة، ضعف الشخصية، ضعف القدرة على اتخاذ قرار، سرعة التأثر، إفشاء السر، الحكم على الأشياء بسرعة، الخبث، الأنانية، الشراهة، الشك، ضعف القدرة على حسم الأمور، الفشل في الاستمرار على عادة جيدة، قلة التركيز، الواقعية المفرطة، انعدام الخيال. 


قد تكون هذه أول دفعة، و لي عودة وإضافات مستمرة، وأنت أيضا عزيزي القارئ، مرحبٌ بمساهماتك فيما يخص النقائص التي عرفتها في حياتك

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فرجينيا وولف و السيدة دالاوي - مراجعة

رغم كل التحفظ الذي ينتابني من قراءة الأدب الأجنبي ورغم كل أسئلتي الملحة : هل نفهمه ؟ هل نستوعبه ؟ وشكي في ذلك . إلا أن تجربة القراءة العميقة تجعلك على يقين من شيء واحد على الأقل : قراءة العمل الأدبي تجربة شخصية لا أكثر نتائجها شخصية ودلائلها شخصية بحتة . عند الحديث عن فرجينيا لايمكن تجاوز براعة  أسلوبها في الوصف , وفي تفرد شخصياتها , السيدة دالاوي واحد من الأدلة على ذلك . ذلك أنها تشدك , ثم تستفزك ليس فقط بواقعية الأحداث التي تبني من خلالها شخصياتها وإنما إن استطعت القول بتفاهة تلك الأحداث وهامشيتها .والإسهاب فيها , جعلها محورية ومركزية على مستويات متفاوتة.مهما وصلت الواقعية في الكتابة إلى مستوى عال من الدقة ومن التطبيق فهي لاتمثل الواقع كما تقول فرجينيا إلا من جهة واحدة , من وجهة الكاتب فقط من الجهة التي تراها عينه . السيدة دالاوي أو كلاريسيا هي محور هذه الرواية وعلاقتها ببيتر هي العقدة -على الأقل هذا مافهمته - .كل الأحداث كانت من زواية ما تعني السيدة دالاوي ,تتناول الرواية يوم واحد في حياة السيدة دالاوي والأبطال الآخرين , يوم واحد فقط امتلأ بكل هذه التفاصيل . تبدأ ...

مراجعة لكتاب (تغير العقل )

(تغير العقل:  يف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا ) كتاب نشرته المؤلفة سوازن غرينفيلد  في عام 2015 وترجمته إلى العربية سلسلة عالم المعرفة. يتمثل الهدف الرئيس من الكتاب كما تذكر غرينفيلد " في استكشاف الطرق المختلفة التي يمكن أن تؤثر بها التقنيات الرقمية ليس فقط في أنماط التفكير والمهارات المعرفية وإنما أيضا في نمط الحياة والثقافة والتطلعات الشخصية . سوازن سمت كتابها " تغير العقل " قياسا على " تغير المناخ " كما ذكرت في مقابلة مع "الغارديان " حيث تظن أن درجة الخطورة  التي تسببها التقنية على عقولنا توازي مايسببه تغير المناخ  على  الطبيعة من تبعات. جاء الكتاب في مايقارب 350 صفحة مقسمة على 20 فصلا تناول موضوعات تدور حول العقل والتكنولوجيا . ربما لتمر على القارئ العديد من المقالات التي تتناول الوجه السيء من التقنية  والآثار السلبية الاجتماعية والتواصلية لها . لكن ما لفتني في هذا الكتاب أنه يتحدث عن عقولنا قبل وبعد التقنية , مالذي تغيره التقنية في طريقة تعلمنا ؟ وفي مناهج تفكيرنا وفي آلية اتخاذ قراراتنا  ؟ أسئلة مهمة تجيب عنها غرينفلد من خ...

تقييم العمل الأدبي

كنت أتساءل  ما الذي جعل يوليسيس أو دون كيخوته أعمالا أدبية ناجحة ؟ و مالذي جعل قصائد شكسبير لا تتقادم ؟ ما الذي يجعل عملا ادبيا ما عملا جيدا أو عملا ردئيا؟. معايير معينة تخضع لها كل الأنواع منها الجدة والابتكار, الطرح الجيد, التماسك, الوحدة الشكلية, الإبداع الفني وغيرها مع أن لمختلف الثقافات معايير متباينة لتقرير ما الأدب الجيد وما الأدب الرديء إلا أننا نكتشف دائما أن الأعمال الرفيعة هي التي اتفق القراء على جودتها بغالبيتهم. ووجود ضوابط معينة  تمثل حد أدنى لاعتبار العمل الأدبي ناجح وعابر لحدود زمانه ومكانه لايعني أن كل جوانب النجاح في العمل تم ضبطها ومعرفتها لأنه في كل مرة يُقرأ فيها العمل الأدبي قد يظهر شيئا جديدا كان سبب بقاء ونجاح العمل.  لكننا قد نجد بشكل عام أن تلك الأعمال التي توصف بالأدب الرفيع أو الجيد والتي تحصل على اتفاق بجودتها  في الغالب هي ما تناولت ملامح التجربة الإنسانية  التي تتصف بالدوام والتي لا تتغير ولا تفنى , تلك الموضوعات العابرة للزمان والحدود الجغرافية, في الفرح والمعاناة والألم والموت والعاطفة, أو التي تناولت أسئلة كبرى منها ال...